.


زاد المسلم
أنا مسلم
أنا مسلمة
صفة الصلاة
english
français


اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم
انك حميد مجيد,
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
لا تنسوا سورة الكهف



إحياء السنة النبوية-31-قيام رمضان : صلاة التراويح





قال الله جل و علا : (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين)فصلت [33]

قال الحسن البصري عند هذه الآية : هو المؤمن أجاب الله في دعوته ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته وعمل صالحاً في إجابته ، فهذا حبيب الله هذا ولي الله

الحمد لله الذي يسر لنا هذا
الحمد لله الذي هدانا لهذا و ماكنا لنهتدي لولا ان هدانا الله
اللهم لك الحمد، اللهم لك الحمد

الحمد لله الذي نصب من كل كائن علي وحدانيته برهانا . وتصرف في خليقته كما شاء عزا وسلطانا . واختار المتقين فوهب لهم أمنا وإيمانا . وعم المذنبين برحمته عفوا وغفرانا . ولم يقطع أرزاق أهل المعصية جودا منه ومتنانا
واشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تزيد المؤمنين إيمانا وتورثهم جنة ورضوانا .
وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه صلي الله عليه وسلم .
هذه سطور قليلة عن صلاة التراويح في رمضان أنقلها من باب الحرص علي ما ينفع المسلمين ومن باب دلالة المسلمين على الخير وبيان فضل العبادة في رمضان وضرورة الحرص علي كمال العمل وإخلاصه للوصول إلي القبول إضافة الي التنبيه علي بعض الأخطاء التي قد يقع فيها المسلمون .
روي البيهقي وأبو نعيم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " اطلبوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله تعالي أن يؤمن روعاتكم وأن يستر عوراتكم "
وشهر رمضان نفحات ورحمات كثيرة من حرمها فهو المحروم


روي ابن ماجة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال دخل شهر رمضان فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم " إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم .
فنسأل الله ألا يحرمنا خير هذا الشهر الكريم ولا من خير ليلة القدر ولا من نفحات دهرنا كله ومن أعظم النفحات في شهر رمضان صلاة التراويح التي تغسل الذنوب وتقرب من الواحد المعبود .

معا لإحياء سنة الرسول صلى الله عليه و سلم

سنة رقم 31


قال تعالى ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [آل عمران:31]
سنة الأسبوع ابتداء من يوم الجمعة 30 شعبان 1430 هـ الموافق لـ 21 أوت 2009 م

قيام رمضان : صلاة التراويح

أولا : تعريف التراويح


هي صلاة تصلى جماعة أو فرادى في ليالي رمضان، والتراويح جمع ترويحه، سميت بذلك لأنهم كانوا أول ما اجتمعوا عليها يستريحون بين كل تسليمتين، كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله، وتعرف كذلك بقيام رمضان.
روي البيهقي بسنده إلي زيد بن وهب قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يروحنا في رمضان – يعني بين الترويحتين – قدر ما يذهب الرجل من المسجد إلي سلع " كنز العمال 8/409 رقم 3472

ثانيا : حكم صلاة التراويح


صلاة التراويح سنّة مؤكدة للرجال والنساء عند ثلاثة من الأئمة الأربعة وهم أبو حنيفة والشافعي وأحمد رحمهم الله وهي مندوبة ندبا أكيدا عن الإمام مالك رحمه الله .

ثالثا : وقت صلاة التراويح


يبدأ وقتها من بعد صلاة العشاء وينتهي عند طلوع الفجر. وفعلها في آخر الليل أفضل من فعلها في أوله لمن تيسر لهم، واتفقوا عليه ، لقول عمـر رضي الله عنه "والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون" رواه البخاري وسيأتي شرحه .
فإذا خرج وقتها بصلاة الفجر فلا تقضى باتفاق ثلاثة من الأئمة إلا الشافعي فقال بقضائها مطلقا .

رابعا : فضل صلاة التراويح


صلاة التراويح فضلها عظيم مما يجعل المسلم يعض عليها ويحرص علي أدائها حتى ولو كان مريضا فيصليها علي أي وجه يتناسب مع حالته الصحية .
روي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "
ومعني إيمانا أي تصديقا بثوابها الوارد في قيام الليل والاحتساب أي طلب الثواب من الله .
وقال الخطابي رحمه الله احتسابا أي عزيمة وهو أن يقومه علي معني الرغبة في ثوابه طيبة نفسه بذلك غير مستثقل لقيامه ولا مستطيل لأيامه .
وبناء علي ذلك من تحقق فيه شرط الإيمان والاحتساب لقيام رمضان غفر له ما تقدم من ذنبه وفي رواية وما تأخر .
وروي أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وصححه الألباني عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة "
فقد يصلي المسلم مع إمامه قيام رمضان إلي ثلث الليل أو أقل أو أكثر ثم ينصرف وقد كتب له قيام ليلة كاملة فمن أراد أن ينصرف إذا شرع الإمام في الوتر حرصا منه أن يصلي التهجد فقد ضيع علي نفسه فضل الله تعالي أن يكتب له أجر ليلة كاملة فعليه أن يجلس حتى ينتهي الإمام ثم ينصرف فيجمع بين الأجر والحفاظ علي الورد ولذة المثول بين يدي الله تعالي وشرف المتابعة لرسول الله صلى الله عليه و سلم.

خامسا : التاريخ التشريعي لصلاة التراويح .


العلماء إذا أرادوا أن يعرفوا بداية شيء وتطوره يسمون ذلك بالتاريخ التشريعي وصلاة التراويح كان يصليها المسلمون في زمن رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيوتهم علي حدة إلي أن خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم ليصلي القيام في المسجد فصلى المسلمون بصلاته ثلاث ليال ثم انقطع رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك وعاد يصليها في بيته وذلك لعلة سنعرفها عبر الكلام وظل الأمر علي ذلك في بقية حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم وخلافة أبي بكر وصدرا من خلافة عمر حتى وفق الله عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلي إحياء سنة الجماعة مرة أخرى فعين أربع أئمة لصلاة التراويح وظل الأمر على ذلك حتى يومنا الحالي وحتى صارت صلاة التراويح شعيرة من شعائر المسلمين في رمضان واليك الأدلة على هذا الكلام .

روى البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وأحمد والسياق له عن عائشة قالت كان الناس يصلون في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان بالليل أوزاعا يكون مع الرجل شيء من القرآن فيكون معه النفر الخمسة والستة أو أقل من ذلك أو أكثر فيصلون بصلاته فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من ذلك أن أنصب له حصيرا على باب حجرتي ففعلت فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن صلى العشاء الآخرة قالت فاجتمع إليه من في المسجد فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا طويلا ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل وترك الحصير على حاله فلما أصبح الناس تحدثوا بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن كان معه في المسجد تلك الليلة فاجتمع أكثر منهم وأمسى المسجد راجا بالناس فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليلة الثانية فصلوا بصلاته فأصبح الناس يذكرون ذلك فكثر أهل المسجد حتى اغتص بأهله من الليلة الثالثة فخرج فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة ثم دخل بيته وثبت الناس قالت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأن الناس يا عائشة قالت فقلت له يا رسول الله سمع الناس بصلاتك البارحة بمن كان في المسجد فحشدوا لذلك لتصلي بهم قالت فقال اطوي عنا حصيرك يا عائشة قالت ففعلت وبات رسول الله صلى الله عليه وسلم غير غافل وثبت الناس مكانهم فطفق رجال منهم يقولون الصلاة حتى خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصبح فلما قضى الفجر أقبل على الناس ثم تشهد فقال أما بعد أيها الناس أما والله ما بت والحمد لله ليلتي هذه غافلا وما خفي علي مكانكم ولكني تخوفت أن يفترض عليكم ( وفي رواية ولكن خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها فاكلفوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا " زاد في رواية أخرى قال الزهري فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس على ذلك ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدرا من خلافة عمر رضي الله عنهم .
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في رمضان فرأى ناسا في ناحية المسجد يصلون فقال ما يصنع هؤلاء ؟ قال قائل يا رسول الله هؤلاء ناس ليس معهم قرآن وأبي بن كعب يقرأ وهم معه يصلون بصلاته فقال " قد أحسنوا " أو " قد أصابوا " ولم يكره ذلك منهم رواه البيهقي ( 2 / 495 ) وقال هذا مرسل حسن

وقال النعمان بن بشير رضي الله عنه قمنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل الأول ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل ثم قام بنا ليلة سبع وعشرين حتى ظننا أن لا ندرك الفلاح قال وكنا ندعو السحور الفلاح "
رواه ابن أبي شيبة في المصنف ( 2 / 90 / 2 ) والنسائي ( 1 / 238 ) وأحمد ( 4 / 272 ) وإسناده صحيح وصححه الحاكم 1 / 440 ) وقال وفيه الدليل الواضح أن صلاة التراويح في مساجد المسلمين سنة مسنونة


وعن أنس رضي الله عنه قال كان رسول اللهصلى الله عليه و سلم يصلي في رمضان فجئت فقمت إلى جنبه ثم جاء آخر ثم جاء آخر حتى كنا رهطا فلما أحس رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا خلفه تجوز في الصلاة ثم دخل منزله فلما دخل منزله صلى صلاة لم يصلها عندنا فلما أصبحنا قلنا يا رسول الله أو فطنت لنا البارحة ؟ فقال نعم وذاك الذي حملني على ما صنعت " رواه أحمد وابن نصر بسندين صحيحين
إذن امتناع الرسول عن صلاتها في المسجد لعلة وهي خوفه أن تفرض على المسلمين وهذه العلة زالت بوفاته صلوات الله وسلامه عليه ولذلك جمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه الصحابة علي إمام واحد وعين أربعة أئمة من الصحابة لصلاة التراويح وذلك لعدة أسباب .


روى مالك والبخاري عن عبد الرحمن بن عبد القارئ خرجت مع عمر بن الخطاب ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاعا متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط ( عدد يجمع من ثلاثة إلى عشرة ) فقال إني لأرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم فقال عمر نعمت البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله "
ومعني قول عمر بن الخطاب" نعمت البدعة هذه " لم يقصد به البدعة بمعناها الشرعي الذي هو إحداث شيء في الدين على غير مثال سابق لما علمت إنه رضي الله عنه لم يحدث شيئا بل أحيا أكثر من سنة نبوية كريمة وإنما قصد البدعة بمعنى من معانيها اللغوية وهو الأمر الحديث الجديد الذي لم يكن معروفا قبيل إيجاده ومما لا شك فيه أن صلاة التراويح جماعة وراء إمام واحد لم يكن معهودا ولا معمولا زمن خلافة أبي بكر وشطرا من خلافة عمر - كما تقدم - فهي بهذا الاعتبار حديثة ولكن بالنظر إلى أنها موافقة لما فعله صلى الله عليه وسلم فهي سنة وليست بدعة وما وصفها بالحسن إلا لذلك . قال ابن عبد البر لم يسن عمر من ذلك إلا ما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحبه ويرضاه ولم يمنع من المواظبة إلا خشية أن تفرض على أمته وكان بالمؤمنين رؤوفا رحيما صلى الله عليه وسلم فلما علم عمر ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلم أن الفرائض لا يزاد فيها ولا ينقص منها بعد موته صلى الله عليه وسلم أقامها للناس وأحياها وأمر بها وذلك سنة أربعة عشرة من الهجرة وذلك شيء ذخره الله له وفضله به ولم يلهمه أبا بكر وإن كان أفضل وأشد سبقا إلى كل خير بالجملة ولكل واحد منهما فضائل خص بها ليس لصاحبه .


وقد ورد في آثار صحيحة أن عمر عين أئمة غير أبي بن كعب رضي الله عنه
قال ابن أبي مليكة بلغني أن عمر بن الخطاب أمر عبد الله بن السائب المخزومي رضي الله عنه حين جمع الناس في رمضان أن يقوم بأهل مكة " كنز العمال 8/ 409 رقم 23470
وروي البيهقي 2/ 493 بسنده إلي عروة بن الزبير أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جمع الناس علي قيام شهر رمضان الرجال علي أبي بن كعب والنساء علي سليمان بن أبي حثمة "
وروي مالك والبيهقي عن السائب بن يزيد قال أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما للناس في رمضان بأحدي عشر ركعة فكان القارئ يقرأ بالمئين حتى يعتمد على العصا من طول القيام وما كنا ننصرف إلا في بزوغ الفجر "
عُرِف من هذه الأحاديث والآثار أن الجماعة في صلاة التراويح سنة وأن رسول الله صلي الله عليه وسلم تركها خشية أن تفرض علي الأمة فيعجزوا عنها وأن هذه العلة زالت بموت رسول الله صلي الله عليه وسلم وأن عمر أحيا سنة الجماعة في التراويح ولم يخالفه أحد من الصحابة وأنه عين أربعة أئمة لصلاة التراويح وأن صلاة التراويح صارت من شعائر المسلمين في رمضان .

لمزيد التفاصيل

توجيه قول عمر رضي الله عنه : نِعم البدعة هذه – يعني صلاة التراويح

http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/fatwa/182.htm

كل ما سبق ذكره يفنّد ما يقوله الشيعة حول صلاة التراويح : أنها بدعة استحدثها سيدنا عمر الفاروق الذي ينالونه بالسنتهم (لعنة الله على من يسب صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم) أو مستشهدين بالضعيف من الأحاديث أو متأولوين على الصحيح منها أو ناسبين لسيدنا علي أقوالا لم ترد عنه حول بدعية التراويح

سادسا : عدد ركعاتها


لمعرفة عدد ركعات صلاة التراويح ينبغي أن نرجع إلي عهد رسول الله وكم ركعة صلي في الليالي الثلاث ؟ والي زمن عمر بن الخطاب وكم كانوا يصلون من الركعات ؟ وذلك من خلال ما ورد من صحيح السنة والأثر
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ؟ فقالت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا " رواه البخاري ومسلم
وفي رواية لابن أبي شيبة ومسلم وغيرهما كانت صلاته في شهر رمضان وغيره ثلاث عشر ركعة بالليل منها ركعتا الفجر
لكن جاء في رواية أخرى عند مالك وعند البخاري وغيره عنها قالت كان يصلي بالليل ثلاث عشر ركعة ثم يصلي إذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين ( قال الحافظ ابن حجر يحتمل أن تكون إضافة إلى صلاة الليل سنة العشاء لكونه كان يصليها في بيته أو ما كان يفتتح به صلاة الليل فقد ثبت عند مسلم عنها أنه كان يفتتحها بركعتين خفيفتين
عن زيد بن خالد الجهني أنه قال لأرمقن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة فصلى ركعتين خفيفتين ثم صلى ركعتين طويلتين ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم أوتر فذلك ثلاث عشرة ركعة "رواه مالك ومسلم وأبو داود
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ثمان ركعات وأوتر فلما كانت القابلة اجتمعنا في المسجد ورجونا أن يخرج فلم نزل فيه حتى أصبحنا ثم دخلنا فقلنا يا رسول الله اجتمعنا البارحة في المسجد ورجونا أن تصلي بنا فقال إني خشيت أن يكتب عليكم " رواه ابن نصر والطبراني وسنده حسن بما قبله وأشار الحافظ في الفتح وفي التلخيص إلى تقويته وعزاه لابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما
عرف من هذه الأحاديث أن رسول الله صلي التراويح أحد عشر ركعة


قال الشيخ الألباني وأما ما رواه ابن شيبة من حديث ابن عباس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان عشرين ركعة والوتر فإسناده ضعيف وقد عارضه حديث عائشة هذا الذي في الصحيحين مع كونها أعلم بحال النبي صلى الله عليه وسلم ليلا من غيرها وحديث ابن عباس هذا ضعيف جدا كما قال السيوطي في " الحاوي للفتاوى " 2 / 73 وعلته أن فيه أبا شيبة إبراهيم بن عثمان قال الحافظ في التقريب : " متروك الحديث " وأنه يروي الموضوعات وأن حديثه هذا الذي في التراويح من جملة مناكيره وقال السيوطي بعد أن ذكر حديث جابر من رواية ابن حبان فالحاصل أن العشرين ركعة لم تثبت من فعله صلى الله عليه وسلم وما في صحيح ابن حبان غاية فيما ذهبنا إليه من تمسكنا بما في البخاري عن عائشة إنه كان لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدي عشرة ومما يدل لذلك أيضا أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا عمل عملا واظب عليه كما واظب على الركعتين اللتين قضاهما بعد العصر مع كون الصلاة في ذلك الوقت منهيا عنها ولو فعل العشرين ولو مرة لم يتركها أبدا ولو وقع لم يخف على عائشة حيث قالت ما تقدم .
وكذلك عمر بن الخطاب أمر أن تصلي إحدي عشرة ركعة وهو ما يظهر من هذا الأثر
روي مالك عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد أنه قال أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة قال وقد كان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام وما كنا ننصرف إلا في بزوغ الفجر " . صحيح

سابعا : مقدار القراءة فيها


لم تحد القراءة فيها بحد، وكان السلف الصالح يطيلون فيها واستحب أهل العلم أن يختم القرآن في قيام رمضان ليسمع الناس كل القرآن في شهر القرآن، و كره البعض الزيادة على ذلك إلا إذا تواطأ جماعة على ذلك فلا بأس به.
فقد روى مالك في الموطأ عن عبد الرحمن الأعرج أنه قال سمعت أبي يقول كنا ننصرف في رمضان من القيام فنستعجل الخدم بالسحور مخافة الفجر .
وروى مالك أيضاً عن السائب بن يزيد قال أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب وتميماً الداري أن يقوما للناس وكان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصا من طول القيام، وما كنا ننصرف إلا في بزوغ الفجر ".
وروى البيهقي بإسناده عن أبي عثمان الهندي قال دعا عمر بن الخطاب بثلاثة قراء فاستقرأهم فأمر أسرعهم قراءة أن يقرأ للناس ثلاثين آية، وأمر أوسطهم أن يقرأ خمساً وعشرين آية، وأمر أبطأهم أن يقرأ عشرين آية.
وقال ابن قدامة قال أحمد يقرأ بالقوم في شهر رمضان ما يخف على الناس، ولا يشق عليهم، ولا سيما في الليالي القصار. و الأمر على ما يحتمله الناس،
وقال القاضي ـ أبو يعلى ـ:
(
لا يستحب النقصان عن ختمة في الشهر ليسمع الناس جميع القرآن ولا يزيد على ختمة، كراهية المشقة على من خلفه والتقدير بحال الناس أولى).
وقال ابن عبد البر: (والقراءة في قيام شهر رمضان بعشر من الآيات الطوال، ويزيد في الآيات القصار ، ويقرأ السور على نسق المصحف).


ثامنا : أيهما أفضل صلاتها في المسجد أم في البيت ؟


الأفضل صلاتها في المسجد لأن كل ما شرعت فيه الجماعة كان في المسجد أفضل من البيت وهذا مذهب أبو حنيفة والشافعي وأحمد وقال الإمام مالك يندب صلاتها في البيت ولو جماعة لأنه أبعد عن الرياء بشروط أن ينشط بفعلها في البيت وألا يكون بأحد الحرمين المكي والمدني وألا تعطل المساجد بصلاته في البيت .
وأما ما صح عن عمر بن الخطاب أنه قال والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون " وقوله ما بقي من الليل أفضل مما مضي " فأن عمر رضي الله عنه يخبر عن سيرته وديدنه فقد كان يصلي قيام الليل في آخره وأقره علي ذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث روي البخاري ومسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال لأبي بكر متى توتر قال أوتر قبل أن أنام فقال لعمر متى توتر قال أنام ثم أوتر قال لأبي بكر أخذت الحزم أو بالوثيقة وقال لعمر أخذت بالقوة "
فعمر رضي الله عنه كان يحب الصلاة في آخر الليل وبعد نوم ولكنه اختار للمسلمين الصلاة في جماعة أول الليل لعدة أسباب أولها حتى لا يتفرق المسلمين وإحياء لسنة الجماعة في التراويح والتي فعلها رسول الله وخوف أن يجتمع الناس علي قارئ لا يحسن القراءة فهي في ميزان حسناته وقد كان علي رضي الله عنه يمر علي المساجد وفيها القناديل في رمضان فيقول نور الله قبر عمر كما نور المساجد

تاسعا : حكم الجلوس بين الترويحتين وحكم الذكر فيه


اتفق الفقهاء علي مشروعية الجلوس بعد كل أربع ركعات لأنه المتوارث عن الصحابة رضوان الله عليهم قال الأحناف يندب الجلوس بعد الأربع ركعات وللمصلي في هذا الجلوس أن يشتغل بذكر أو تهليل أو يسكت وقال المالكية يندب إذا طال القيام إتباعا للصحابة وإلا فلا وقال الشافعية يندب هذا الجلوس إتباعا للسلف ولم يرد فيه ذكر وقال الحنابلة مندوب ولا يكره تركه والدعاء فيه خلاف الأولى
وبناء عليه الفصل بين الترويحتين سنة وما يفعله بعض الناس من ذكر معين بين كل ركعتين فلم يرد وهو بدعة ليس فيها نص والأولي الإتباع حتى نرزق القبول


عاشرا : القنوت في وتر التراويح


لأهل العلم في القنوت في وتر التراويح مذاهب يكفينا مذهبين فقط وهما :
1.
يستحب أن يقنت في كل رمضان، وهو مذهب عدد من الصحابة وبه قال مالك ووجه للشافعية.
2.
يستحب أن يقنت في النصف الآخر من رمضان،وهو المشهور من مذهب الشافعي.
ونحن في أمس الحاجة الي الدعاء لكشف الكربات والنكبات الموجودة عند كثير من المسلمين ولرفع حاجتنا الي رب العالمين من أجل قبول العبادة وغفران الذنوب وتفريج الكروب ولذلك الافضل أن يكون القنوت في كل ليلة من ليالي رمضان .
وأصح ما ورد في القنوت في الوتر ما رواه أهل السنن عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت".
وله أن يقنت بما شاء من الأدعية المأثورة وغيرها وأن يجهر ويؤمن من خلفه وأن يرفع يديه ، لكن ينبغي أن يحذر التطويل والسجع والتفصيل وعليه أن يكتفي بالدعوات الجامعة لخيري الدنيا والآخرة، وليحذر الاعتداء في الدعاء.


خلاصة البحث

1)
التراويح سنة مؤكده
2)
التراويح تجلب المغفرة
3)
التراويح صلاها النبي ورغب فيها
4)
الجماعة في التراويح سنة أحياها عمر بن الخطاب رضي الله عنه
5)
التراويح علي الصحيح إحدي عشرة ركعة
6)
القراءة في التراويح علي ما يحتمله الناس
7)
التراويح صلاتها في المسجد أفضل
8)
من الأفضل ألا ينصرف المأموم حتى ينتهي الإمام من صلاته كي يكتب له قيام ليلة
9)
لم يرد ذكر أو دعاء بين ركعات التراويح
10)
القنوت في الوتر سنة في ليالي رمضان
وادعوا الله تعالي أن تكون هذه السطور المتواضعة سببا لحرص المسلمين علي هذه الصلاة التي تجلب المغفرة وتقوي الصلة بين المسلمين وبينهم وبين ربهم إنه ولي ذلك والقادر عليه آمين

منقول بتصرف


كتبه الفقير إلي عفو القدير
إبراهيم محمد حسن
إمام وخطيب بالأوقاف
تحقيق
د / مبروك بهي الدين رمضان
الباحث بكرسي الامير سلطان للدراسات الاسلامية المعاصرة

فتوى ذات أهمية لمن يريد ان يحذر البدع :

ما حكم قول "تقبل الله" بعد الصلاة

***
السؤال:

ما رأى فضيلتكم في المصافحة وقول: "تقبل الله" بعد الفراغ من الصلاة مباشرة؟ وجزاكم الله خيراً.

جواب الشيخ:

لا أصل للمصافحة، ولا لقول، "تقبل الله" بعد الفراغ من الصلاة، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه رضي الله عنهم.

مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله- المجلد الثالث عشر


***************************************************
يا من تدعي محبته أين أنت من سنته
***************************************************



No comments:

Post a Comment